المعنوياتُ عالية
البيضاء نت | سند الصيادي
حينما قال السيدُ حسين بدر الدين الحوثي: إنه (إذا انطلق الناسُ ليصرخوا صرخةً واحدةً في أسبوعٍ واحدٍ ضد أمريكا فَــإنَّها ستعدل من منطقها تجاه اليمن)، تناول الكثيرُ من مرضى النفوس والمستهزئين هذه الحقيقةَ بالسخرية وَالتندر، على اعتبار أن الصرخةَ في قاموسهم مُجَـرّدُ جُمُلٍ وألفاظٍ لا تغيِّرُ واقعاً ولا تسمنُ ولا تغني، أُولئك غيّبوا ما يكمن وراء الصرخة من مواقفَ وقناعات ومنهجية، لم تكن حروفُ هذا الشعار إلَّا تعبيراً عنها، وَعن قناعات من يرفعها ويهتف بها، وَما يفعله هذا المنهج وهذا الشعارُ في سَدِّ ثغراتِ وَإصلاح مكامن الضعف التي تنفُذُ من خلالها أمريكا إلى الشعوب والأوطان.
تجاهلوا حالةَ الوعي الناتجة التي تنعكسُ على تحصين التفكير والسلوك الفردي وَالجماعي، وبناءَها ما يتم توصيفُه تقنياً بالجِدار الناري الذي يمنعُ نفاذَ الأفكار والمخطّطات والأجندة الخبيثة إلى الأوطانِ؛ بغرض احتلالها وَامتهان كرامة أبنائها.
لذا كان الشهيدُ المؤسّسُ ثاقباً في رؤيته وَرهاناته، كما هو السيدُ القائدُ اليومَ حريصاً على التنبيه بأثرِ هذا الوعي على ميدان المواجهة؛ فوضعَه كأولوية تتكامل مع بقية أدوات وَوسائل القوة التي يجهِّزُها ويراكمُها شعبُنا لحمايةِ نفسه؛ ولخدمة ومساندة القضايا المبدئية والمحورية التي يتبناها.
حينما يخاطب وَيناشد القائد لاستمرار التظاهرات الشعبيّة بالملايين ورفع شعار الصرخة والهتاف بأن المعنويات عالية، في سياق الموقف الذي نحن عليه اليوم؛ فلأنه يعرف أن الأمريكي والصهيوني يقرأها بالشكل الذي يتجاوز كونها مُجَـرَّدَ ردةِ فعل شعبيّة آنيةٍ ومفرغة، وأن ما بين سطورِها وصفوف الهاتفين بها موانعَ كفيلةً بأن ترسُمَ الخيبةَ والفشلَ على حاضر ومستقبل العدوّ ومخطّطاته المتربِّصة باليمن.
لذا نجدُ الأمريكي لا يغامِرُ كَثيراً في حربه وعدوانه على اليمن كما فعل في أوطانٍ أُخرى تعيشُ شعوبُها حالةَ وعي غير سليمة، لكن رهاناتِه هنا اختلفت وَالتعقيدات أمامه تشعَّبت، وَلم تعد القوةَ العسكريةَ وحدَها هي التي تحكُمُ نجاحَه في بيئة ممانعةٍ بكل تفاصيلها.
وَكلما ظهرت هذه الروحُ المعنوية وَهذا الوعيُ وجمهورُه كَبيراً وحاشداً تضاءلت الدوافعُ الأمريكية في استمرارِ وتوسيع العدوان، وبطبيعة الحال قلت كُلفةُ الخسائر والأضرار التي من الممكن أن يتكبَّدَها شعبُنا، على العكس مما لو رأت أمريكا أن حربَها العسكرية الواسعة ضدَّه قد أثَّرت سلباً على معنوياته قبلَ قدراته.
خلاصةُ القولِ أن الجمهرة والتعبئة وَالتحشيد والروحية العالية تحت هذا الشعار ومنهجيته تمثِّلُ كُلُّها إرهاباً للعدو، وَتجعله يُفَكِّرُ ألفَ مرة قبلَ أن يرتكِبَ حَمَاقَةَ التمادي في العدوان.