مديرُ عام العلاقات للجالية اليمنية بأمريكا الناشط محمد الزبيدي في حوار لصحيفة “المسيرة”. اليمنُ اليومَ بات منارةً لكل أحرار العالم الرافضين للهيمنة والاستكبار العالمي
البيضاء نت | المسيرة – حاوره أيمن قائد
أكّـد مديرُ العلاقات العامة للجالية اليمنية في الولايات المتحدة الأمريكية، الدكتور محمد الزبيدي، أن “العمليات اليمنية ضد كيان العدوّ الصهيوني باتت رمزاً وشعاراً لكل الأحرار في الخارج”.
وأشَارَ في حوار خاص لصحيفة “المسيرة” إلى أن “صُوَرَ السيد القائد والشعارات والأعلامَ اليمنية باتت تُرفَعُ في كُـلّ المحافل الدولية”، موضحًا أن “الملايين من المواطنين الأمريكيين والغربيين والمحللين السياسيين والإعلاميين باتوا ينتظرون خطابات السيد القائد المترجِمة وتصريحات الناطق الرسمي للجيش اليمني بفارغ الصبر.
إلى نص الحوار:
– بدايةً.. ما هو دورُكم كجالية في إيصالِ مظلومية الشعبَين اليمني والفلسطيني إلى الخارج؟
إننا كفريقٍ وطني في الخارج من نُشطاءَ وحقوقيين وأكاديميين وكُتَّاب ومثقفين وَمنذ الوهلة الأولى للحرب العدوانية على وطننا ونحن نعملُ جاهدين على مستوى الساحتين الدولية والداخل الأمريكي في إيصال صوتِ اليمن ومظلومية شعبنا اليمني العزيز للعالم في كُـلّ المحافل الدولية، وننشُدُ العِزَّ والأملَ في حكومتنا الموقرة في صنعاء وقيادتنا الثورية العزيزة ممثلةً بسماحة السيد القائد العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- وما يقدِّمُه وثلة المؤمنين من مواقفَ وتضحياتٍ عظيمةٍ في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض وصون المبادئ والقيم الإيمانية السامية، حَيثُ عملنا على نقلِ معاناة أبناء شعبنا اليمني للعالم، وكنا صوتَهم في نقل معاناتهم وتوضيح الصورة الحقيقية للحرب العدوانية على اليمن في ظل الدعم الأمريكي اللامحدود للنظام السعوديّ في العدوان على اليمن، وفي ظل التضليلِ المشترى بالمال السعوديّ الإماراتي الذي عمل على تضليلِ المشهد وتزويرِ الحقائق في الساحة الدولية، بالتعاون مع لوبي الفساد الدولي، والآلة الإعلامية للنظام السعوديّ ومرتزِقته.
لقد عملنا كفريق وطني في الولايات المتحدة الأمريكية على عقد العديد من الاجتماعات الثنائية مع معارضين للحرب على اليمن من سياسيين دوليين وأمريكيين وأعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي ومفكِّرين ومؤسّسات حقوقية معنيةٍ بمناهضة الحرب على اليمن، وأقمنا المئاتِ من الفعاليات التظاهرية والمؤتمرات والندوات الدينية والسياسية والحقوقية ومعارض الصور الموثّقة التي كشفت حجم الأضرار الاقتصادية والتدمير الذي طال المنشآتِ المدنية والانتهاكات وجرائم الحرب والحصار التي ارتكبت بحق أبناء شعبنا العزيز ومقدرات الوطن.
واستمراراً لتلك الجهود المباركة حتى يومنا هذا وتلبيةً لدعوةِ سيدي ومولاي عبد الملك بن الدين الحوثي -يحفظه الله- والتي خَصَّ بها أبناء الجاليات اليمنية العربية في مناصَرة مظلومية الشعب الفلسطيني، يستمرُّ فريقنا الوطني في أمريكا بتفاعل كبير في مشاركة أبناء الجاليات العربية والإسلامية في مناصرة القضية الفلسطينية، ورفض العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن والتنديد بجرائم الإبادة الجماعية بحق أبناء غزة التي يرتكبها الأمريكي والكيان والصهيوني المحتلّ.
وآخرُ تلك المشاركات لنا كفريقٍ وطني كانت مطلعَ الأسبوع الماضي في ظل سلسلة فعاليات منذ انطلاق شرارة الأحداث في 7 أُكتوبر للعام 2023، حَيثُ خرج العشراتُ من الأحرار من أبناء جاليتنا الأعزاءِ في ولاية نيويورك الأمريكية وولايَتي مشجن وواشنطن، ودعوا وشاركوا منظماتِ المجتمع المدني الأمريكي والمتعاطفين مع مظلومية الشعب الفلسطيني في العديد من الفعاليات والمسيرات الراجلة التي جابت شوارعَ المدن الأمريكية والتي قُدَّرت بعشرات الآلاف من المتظاهرين والمتفاعلين مع القضية، إضافةً إلى التواصل المُستمرِّ مع الشخصيات المؤثرة لدعوتهم لمناصرة القضية الفلسطينية ورفض العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن، والتي تقابل باستجابة كبيرة منهم.
– كيف تنظرون كيمنيين في بلادِ المهجر إلى العمليات العسكرية التي تقومُ بها القواتُ المسلحة اليمنية لمساندة فلسطين؟ وكيف ينظر الأجانب إليكم؟
بلا شك أنها مدعاةٌ للفخر لنا كيمنيين قيادةً وشعباً، كيف لا واليمن اليومَ بقيادتنا الثورية ممثلةً بسماحة السيد القائد -يحفظه الله- كان الوحيدَ من وقف في وجه الغطرسة الأمريكية الصهيونية وما يرتكبونه من إبادة جماعية بحق أبناء غزة، في ظل الصمت الدولي المخزي والتخاذل العربي والانبطاح الخليجي لقوى الاستكبار العالمي؟!
حَيثُ باتت تلك العملياتُ مدعاةً للفخر والاعتزاز لدى كُـلّ أحرار العالم العربي والغربي، ولاحظنا ذلك عبرَ التفاعل الكبير والمشهود معنا من قبل الشعوب المناهضة لجرائم الكيان، وَأَيْـضاً التفاعُل الكبير الذي شهدته مواقعُ التواصل الاجتماعي لدى الدول الغربية.
لقد باتت العملياتُ العسكرية اليمنية ضد الكيان الصهيوني والموقف اليمني الداعم لفلسطينَ من قِبل القيادة الثورية اليمنية ممثلةً بسماحة السيد القائد رمزاً وشعاراً لكل الأحرار في الخارج، بل وباتت اليومَ صُوَرُ السيد القائد -يحفظه الله- والشعارات والأعلام اليمنية تُرفع في كُـلّ المحافل الدولية والتظاهرات التي جابت مختلفَ عواصم العالم الغربي، وبات الملايينُ من المواطنين الأمريكيين والغربيين والمحلِّلين السياسيين والإعلاميين ينتظرون خطاباتِ السيد القائد المترجمة وتصريحات الناطق الرسمي للجيش اليمني بفارغ الصبر؛ لمعرفةِ أحداث التطورات للعمليات العسكرية من الجانب اليمني بعد أن فقدوا الثقةَ والمصداقيةَ بحكوماتهم وإعلامهم الرسمي الذي يعمل جاهداً على تزوير الحقائق وتلفيقِ الأكاذيب؛ لتغطية جرائم الكيان بحق المدنيين في غزة.
– وماذا بخصوص الأنشطة التي نفَّذتها الجاليةُ اليمنية منذ عملية (طُـوفان الأقصى)؟
نعم وتلبيةً لدعوة السيد القائد عبد الملك بن الدين الحوثي، والتي خص بها أبناءَ الجاليات اليمنية والعربية في مناصرة مظلومية الشعب الفلسطيني كان لنا كفريق وطني من أبناء الجاليات اليمنية في الخارج الموقف الجاد والتفاعل الكبير في مشاركة أبناء الجاليات العربية والإسلامية في التظاهرات والندوات المناصرة للقضية الفلسطينية ورفض العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن والتنديد بجرائم الإبادة الجماعية بحق أبناء غزة التي يرتكبُها الأمريكي والكيان الصهيوني المحتلّ.
وكان هناك مشاركةٌ لنا باسم الجمهورية اليمنية في المؤتمر الدولي لاتّحاد الشبابِ العربي تحت عنوان “القدس عاصمة الشباب العربي” نقلنا فيها تحياتِ قيادة الثورة والشعب اليمني وأبرزنا بصورةٍ واضحةٍ موقفَ القيادة اليمنية الثابت في مناصرة أبناء الشعب الفلسطيني، بالإضافةِ إلى المشاركات الميدانية في أمريكا كفريق وطني والتي كانت مطلع الأسبوع الماضي في ظل سلسلة فعاليات مُستمرّة منذ انطلاق شرارة الأحداث في 7 أُكتوبر للعام 2023.
كما شاركنا والعشرات من أبناء جاليتنا الأعزاء في ولاية نيويورك الأمريكية وولايَتَي متشجن وواشنطن منظماتِ المجتمع المدني الأمريكي والمتعاطفين مع مظلومية الشعب الفلسطيني في العديد من الفعاليات والمسيرات الراجلة التي جابت شوارعَ المدن الأمريكية والتي قدرت بعشرات الآلاف من المتظاهرين والمتفاعلين مع القضية.
ونعمل كفريق وطني في أمريكا على التواصل بالسياسيين والإعلاميين والمؤثِّرين ومؤسّسات دولية؛ لدعوتهم لمناصرة قضية الشعب الفلسطيني ورفض العدوان الأمريكي والبريطاني على وطننا الحبيب اليمن، وقد قوبلنا بالتجاوُبِ الكبير في ذلك، في ظل انقسامٍ سياسي كبير في أروقة المؤسّسة الأمريكية الحاكمة والمعارضة الشديدة للحرب على اليمن، وبإذن الله سنستمرُّ على هذه الوتيرة حتى تحقيقِ النصر ورفع الظلم عن أبناء شعبنا اليمني والفلسطيني وكافة الشعوب المضطهدة من أبناء الأُمَّــة العربية والإسلامية بإذن الله.
– ما هي أبرزُ الإشكاليات أَو المضايقات التي تواجهُكم خلال القيام بالأنشطة كجالية يمنية في أمريكا؟
كان هناك الكثيرُ من العراقيل التي واجهتنا سابقًا وحَـاليًّا من قِبل لوبيات الفساد والمرتزِقة اليمنيين ممثلةً بالتحريض على الفعاليات والندوات والأنشطة التي أقمناها في مناهضة العدوان السعوديّ سابقًا.
واليوم وفي ظل الأحداث الأخيرة في فلسطين والعدوان الأمريكي على اليمن، بالإضافةِ إلى الحملات العُنصرية والبلاغات علينا من قبل مرتزِقة يمنيين باعوا ضمائرَهم وارتضوا أن يكونوا مطيةً لأعداء الوطن والأمَّة والإنسانية للأسف الشديد.
ولكن ولله الحمد وبفضل النوايا الإيمانية الصادقة والثقافة القرآنية التي زرعت فينا روحَ الصبر والمثابرة ومع إيماننا المطلق بعدالة القضية التي نحمل، تلاشت كُـلّ تلك الحملات العدائية علينا، ولم يستطيعوا أن يكسروا هممَ المناضلين أَو يثنونا عن السير في طريق مناهضة العدوان على وطننا وأبناء أمتنا العربية والإسلامية ومقارعة قوى الاستكبار العالمي ومن تحالف معهم من الفاسدين.
– يعملُ العدوُّ على حجبِ الكثير من المواقع الإلكترونية والقنوات للحدِّ من نشر مظلومية الشعب اليمني والفلسطيني إلى العالم.. ما تعليقُكم على ذلك؟
كُلُّ ذلك يندرجُ ضمن قائمة الحرب الشاملة التي يخوضُها الأعداء وعلينا ألا نستغربَ؛ لأَنَّهم وصلوا إلى مرحلة السقوط النهائي، وهم على استعداد لأن يقوموا بما هو أكبر من ذلكَ؛ فمن يقتل الأطفال والنساء ويقطع الدواء والغذاء ويدمّـر المستشفيات والمنازل على رؤوس ساكنيها؛ لا نتوقَّعُ منهم أيَّ خير، فهم باتوا معدومي الضمير الإنساني ولا يحملون للبشريةِ إلا الانحطاطَ ومخطّطاتِ التدمير الفكري الممنهج والذي يعملون جاهدين على تصديره إلى أوساط أمتنا العربية والإسلامية.
– فيما يتعلق بالعمليات البحرية؛ برأيكم لماذا يحاول الأمريكي فصل ما يحدث في البحر الأحمر عن العدوان على غزة؟
هذا يأتي في سياق المغالطات الأمريكية وتقمُّصِ دور الضحية الذي يحاولُ الترويجَ لها أمام العالم للتغطية على دعمهم للإبادة الجماعية بحق المدنيين في غزةَ من قبل الكيان الصهيوني المحتلّ بعد أن فضحتهم أحداثُ غزة وعرَّتهم أمام العالم وأسقطت شعاراتِهم الزائفةَ باسم الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية الكاذبة.
مع ذلك فَــإنَّ السوادَ الأعظمَ من العالم اليوم يدركُ ويعي أن ما يحدُثُ في البحر الأحمر هو نتاجٌ واضحٌ لما يقترفُه الأمريكي والإسرائيلي في قطاع غزة من إبادةٍ جماعية وحصارٍ خانقٍ على ملايين الأبرياء من الفلسطينيين.
– الكثيرُ من الدول العربية والإسلامية تغُضُّ الطرف عما يجري في قطاع غزة؛ برأيكم ما السببُ في ذلك؟
إنها العمالةُ والارتهانُ للصهيونية وقوى الاستكبار العالمي، لا غير ذلك؛ فلا يوجد أي مبرّر لذلك الصمت العربي المخزي والانبطاح للصهاينة إزاء ما يتعرض له إخوانهم في غزة من إبادة جماعية إلا التطبيع والعمالة والارتهان.
بل إن بعض الأنظمة العربية العميلة والمطبِّعة بصورة حقيرة ممثلةً بالنظام الإماراتي والسعوديّ والأردني عمدوا إلى مد جسر بري يمر عبر أراضيهم لإمدَاد الكيان الصهيوني بكل ما يلزمه من وقود وغذاء بعد أن فرض اليمن الحصار البحري على موانئ الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلّة، بل إن بعض تلك الأنظمة العميلة قامت بحصار المعابر البرية التي تنقل الدواء والغذاء والمواد الإغاثية إلى قطاع غزة المنكوب.
ولذا ندعو هذه الدول إلى مراجعة ضمائرهم، وأن تحَرّكهم المواقفُ الإنسانية إلى وقف تلك الإبادة الجماعية بحق أبناء غزة، وأن يقولوا للكيان الصهيوني: توقف، فقد أسرفت في قتل الأبرياء.. وذلك حلمٌ صعبُ المنال، حَيثُ ندرك حجم الانحطاط الذي وصل إليه أُولئك القوم؛ فقد انعدمت كُـلّ جوانب الإنسانية من ضمائرهم.
– كلمة أخيرة؟
أَوَدُّ أن أُحَيِّيَ قيادتَنا الثوريةً ممثلةً بسماحة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- وكافة أبناء شعبنا العزيز على المواقف البطولية والمشرِّفة التي تسطِّرُها القيادةُ الثورية وقواتنا المسلحة اليمنية الباسلة وأبناء Eشعبنا العزيز.
ونقولُ لقائد الثورة الحبيب: سيدي لقد أعدتم لليمن اعتبارَها ودورَها العظيمَ كدولةٍ محورية، وقوةٍ عظمى فاعلة في الإقليم والعالم، وبات اليمنُ اليومَ في ظل ولايتِكم الرشيدةِ منارةً ورمزاً لكل أحرار العالم والرافضين للضَّيم والهيمنة العالمية لقوَى الاستكبار العالمي؛ فكتب الله أجورُكم، ووفَّقنا الله بكم وبولايتكم المباركة.